ومن خطبه له علیه السلام
یذکر فیها ابتداءَ خلق السماءِ والاََرض، وخلق آدم علیه الصلاه والسلام
[وفیها ذکر الحج] [وتحتوی على حمد الله، وخلق العالم، وخلق الملائکه ، واختیار الاَنبیاء، ومبعث النبی، والقرآن، والاَحکام الشرعیه :]
الحَمْدُ للهِ الَّذَی لاَ یَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ یُحْصِی نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ یُؤَدِّی حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، الَّذِی لاَ یُدْرکُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ یَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِی لَیْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ. فَطَرَ الخَلائِقَبِقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّیَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَبِالصُّخُورِ مَیَدَانَأَرْضِهِ
أَوَّلُ الدِّینِ مَعْرِفَتُهُ، وَکَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدیقُ بِهِ، وَکَمَالُ التَّصْدِیقِ بِهِ تَوْحِیدُهُ، وَکَمَالُ تَوْحِیدِهِ الاِِْخْلاصُ لَهُ، وَکَمَالُ الاِِْخْلاصِ لَهُ نَفْیُ الصِّفَاتِ عَنْهُ، لِشَهَادَه ِ کُلِّ صِفَه ٍ أَنَّها غَیْرُ المَوْصُوفِ، وَشَهَادَه ِ کُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَیْرُ الصِّفَه ِ،
فَمَنْ وَصَفَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ، وَمَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ،وَمَنْ ثَنَّاهُ فَقَد جَزَّأَهُ، وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ،
[وَمَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أشَارَ إِلَیْهِ،] وَمَنْ أشَارَ إِلَیْهِ فَقَدْ حَدَّهُ، وَمَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ، وَمَنْ قَالَ: «فِیمَ» فَقَدْ ضَمَّنَهُ، وَمَنْ قَالَ: «عَلاَمَ؟» فَقَدْ أَخْلَى مِنُهُ.
کائِنٌ لاَ عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَمٍ، مَعَ کُلِّ شَیْءٍ لاَ بِمُقَارَنَه ٍ، وَغَیْرُ کُلِّ شیءٍ لا بِمُزَایَلَه ٍ فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَکَاتِ وَالاَْله ِ، بَصِیرٌ إذْ لاَ مَنْظُورَ إلَیْهِ مِنْ خَلْقِهِ، مُتَوَحِّدٌ إذْ لاَ سَکَنَ یَسْتَأْنِسُ بهِ وَلاَ یَسْتوْحِشُ لِفَقْدِهِ. [خلق العالم] أَنْشَأَ الخَلْقَ إنْشَاءً، وَابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً، بِلاَ رَوِیَّه ٍ أَجَالَهَا وَلاَ تَجْرِبَه ٍ اسْتَفَادَهَا، وَلاَ حَرَکَه ٍ أَحْدَثَهَا، وَلاَ هَمَامَه ِ نَفْسٍاظْطَرَبَ فِیهَا. أَحَالَ الاَْشیاءَ لاََِوْقَاتِهَا، وَلاَََمَبَیْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا، وَغَرَّزَ غَرائِزَهَا وَأَلزَمَهَا أشْبَاحَهَا، عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا، مُحِیطاً بِحُدُودِها وَانْتِهَائِهَا، عَارفاً بِقَرَائِنِهاوَأَحْنَائِهَا
ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ فَتْقَ الاََْجْوَاءِ، وَشَقَّ الاََْرْجَاءِ، وَسَکَائِکَالَهوَاءِ، فأَجازَ فِیهَا مَاءً مُتَلاطِماً تَیَّارُهُ مُتَراکِماً زَخَّارُهُ حَمَلَهُ عَلَى مَتْنِ الرِّیحِ الْعَاصِفَه ِ، وَالزَّعْزَعِالْقَاصِفَه ِ، فَأَمَرَها بِرَدِّهِ، وَسَلَّطَهَا عَلَى شَدِّهِ، وَقَرنَهَا إِلَى حَدِّهِ، الهَوَاءُ مِنْ تَحْتِها فَتِیقٌ وَالمَاءُ مِنْ فَوْقِهَا دَفِیقٌ ثُمَّ أَنْشَأَ سُبْحَانَهُ رِیحاً اعْتَقَمَ مَهَبَّهَا وَأَدَامَ مُرَبَّهَا وَأَعْصَفَ مَجْرَاها، وَأَبْعَدَ مَنْشَاهَا، فَأَمَرَها بِتَصْفِیقِ المَاءِالزَّخَّارِ، وَإِثَارَه ِ مَوْجِ البِحَارِ،
فَمَخَضَتْهُباً مَخْضَ السِّقَاءِ، وَعَصَفَتْ بهِ عَصْفَهَا بِالفَضَاءِ، تَرُدُّ أَوَّلَهُ عَلَى آخِرِهِ، وَسَاجِیَهُعَلَى مَائِرِهِ حَتَّى عَبَّ عُبَابُهُ، وَرَمَى بِالزَّبَدِ رُکَامُهُ فَرَفَعَهُ فِی هَوَاءٍ مُنْفَتِقٍ، وَجَوٍّ مُنْفَهِقٍ فَسَوَّى مِنْهُ سَبْعَ سَموَاتٍ، جَعَلَ سُفْلاَهُنَّ مَوْجاً مَکْفُوفاً وَعُلْیَاهُنَّ سَقْفاً مَحْفُوظاً، وَسَمْکاً مَرْفُوعاً، بِغَیْر عَمَدٍ یَدْعَمُهَا، وَلا دِسَارٍیَنْظِمُها. ثُمَّ زَیَّنَهَا بِزینَه ِ الکَوَاکِبِ، وَضِیاءِ الثَّوَاقِبِ وَأَجْرَى فِیها سِرَاجاً مُسْتَطِیراًاً، وَقَمَراً مُنِیراً: فی فَلَکٍ دَائِرٍ، وَسَقْفٍ سَائِرٍ، وَرَقِیمٍمَائِرٍ. [خلق الملائکه ]
ثُمَّ فَتَقَ مَا بَیْنَ السَّمواتِ العُلاَ، فَمَلاَََهُنَّ أَطْواراً مِنْ مَلائِکَتِهِ: مِنْهُمْ سُجُودٌ لاَیَرْکَعُونَ، وَرُکُوعٌ لاَ یَنْتَصِبُونَ، وَصَافُّونَلاَ یَتَزَایَلُونَ وَمُسَبِّحُونَ لاَ یَسْأَمُونَ، لاَ یَغْشَاهُمْ نَوْمُ العُیُونِ، وَلاَ سَهْوُ العُقُولِ، وَلاَ فَتْرَه ُ الاََبْدَانِ، ولاَ غَفْلَه ُ النِّسْیَانِ. وَمِنْهُمْ أُمَنَاءُ عَلَى وَحْیِهِ، وأَلسِنَه ٌ إِلَى رُسُلِهِ، وَمُخْتَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَأَمْرهِ. وَمِنْهُمُ الحَفَظَه ُ لِعِبَادِهِ، وَالسَّدَنَه ُلاََِبْوَابِ جِنَانِهِ. وَمِنْهُمُ الثَّابِتَه ُ فی الاََْرَضِینَ السُّفْلَى أَقْدَامُهُمْ، وَالمَارِقَه ُ مِنَ السَّماءِ العُلْیَا أَعْنَاقُهُمْ، والخَارجَه ُ مِنَ الاََْقْطَارِ أَرْکَانُهُمْ، وَالمُنَاسِبَه ُ لِقَوَائِمِ العَرْشِ أَکْتَافُهُمْ، نَاکِسَه ٌ دُونَهُ أَبْصارُهُمْ، مُتَلَفِّعُونَتَحْتَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ، مَضْرُوبَه ٌ بَیْنَهُمْ وَبَیْنَ مِنْ دُونَهُمْ حُجُبُ العِزَّه ِ، وَأسْتَارُ القُدْرَه ِ، لاَ یَتَوَهَّمُونَ رَبَّهُمْ بالتَّصْوِیرِ، وَلاَ یُجْرُونَ عَلَیْهِ صِفَاتِ المَصْنُوعِینَ، وَلاَ یَحُدُّونَهُ بِالاََْماکِنِ، وَلاَ یُشِیرُونَ إِلَیْهِبِالنَّظَائِرِ.
منها: فی صفه خلق آدم علیه السلام
ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِالاََْرْضِ وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا تُرْبَه ً سَنَّهَا بالمَاءِحَتَّى خَلَصَتْ، وَلاَطَهَابِالبَلَّه ِحَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْها صُورَه ً ذَاتَ أَحْنَاءٍوَوُصُولٍ، وَأَعْضَاءٍ وَفُصُولٍ: أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَکَتْ، وَأَصْلَدَهَاحَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ، وَأجَلٍ مَعْلُومٍ
ثُمَّ نَفَخَ فِیها مِنْ رُوحِهِ فَمَثُلَتْإِنْساناً ذَا أَذْهَانٍ یُجیلُهَا، وَفِکَرٍ یَتَصَرَّفُ بِهَا، وَجَوَارِحَ یَخْتَدِمُهَا وَأَدَوَاتٍ یُقَلِّبُهَا، وَمَعْرِفَه ٍ یَفْرُقُ بِهَا بَیْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، والاََذْوَاقِ والَمشَامِّ، وَالاََْلوَانِ وَالاََْجْنَاس، مَعْجُوناً بطِینَه ِ الاََْلوَانِ الُمخْتَلِفَه ِ، وَالاََشْبَاهِ المُؤْتَلِفَه ِ، وَالاََْضْدَادِ المُتَعَادِیَه ِ، والاََْخْلاطِ المُتَبَایِنَه ِ، مِنَ الحَرِّ والبَرْدِ، وَالبَلَّه ِ وَالْجُمُودِ، وَالْمَساءَه ِ وَالسُّرُورِ، وَاسْتَأْدَى اللهُ سُبْحَانَهُ المَلائکَه َ وَدِیعَتَهُ لَدَیْهِمْ، وَعَهْدَ وَصِیَّتِهِ إِلَیْهمْ، فی الاِِْذْعَانِ بالسُّجُودِ لَهُ، وَالخُنُوعِ لِتَکْرِمَتِهِ،
فَقَالَ عزَّمِن قائِلٍ: وَقَبِیلَهُ، اعْتَرَتْهُمُ الحَمِیَّه ُ، وَغَلَبَتْ عَلَیْهِمُ الشِّقْوَه ُ، وَتَعَزَّزُوا بِخِلْقَه ِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنُوا خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ تَعالَى النَّظِرَه َ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَه ِ، وَاسْتِتْماماً لِلْبَلِیَّه ِ، وَإِنْجَازاً لِلْعِدَه ِ، فَقَالَ: . ثُمَّ أَسْکَنَ سُبْحَانَهُ آدَمَ دَاراً أرْغَدَ فِیهَاعَیْشَهُ، وَآمَنَ فِیهَا مَحَلَّتَهُ، وَحَذَّرَهُ إِبْلِیسَ وَعَدَاوَتَهُ، فَاغْتَرَّهُعَدُوُّهُ نَفَاسَه ً عَلَیْهِ بِدَارِ الْمُقَامِ، وَمُرَافَقَه ِ الاََْبْرَارِ، فَبَاعَ الْیَقِینَ بِشَکِّهِ، وَالعَزِیمَه َ بِوَهْنِهِ، وَاسْتَبْدَلَ بِالْجَذَلِوَجَلاً وَبِالاِْغْتِرَارِنَدَماً. ثُمَّ بَسَطَ اللهُ سُبْحَانَهُ لَهُ فی تَوْبَتِهِ، وَلَقَّاهُ کَلِمَه َ رَحْمَتِهِ، وَوَعَدَهُ المَرَدَّ إِلَى جَنَّتِهِ، فَأَهْبَطَهُ إِلَى دَارِ الَبَلِیَّه ِ، وَتَنَاسُلِ الذُّرِّیَّه ِ. [اختیار الاَنبیاء]
وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبیَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْیِ مِیثَاقَهُمْ وَعَلَى تَبْلیغِ الرِّسَالَه ِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَکْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَیْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الاََْنْدَادَمَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُالشَّیَاطِینُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِیهمْ رُسُلَهُ، وَوَاتَرَ إِلَیْهِمْ أَنْبِیاءَهُ، لِیَسْتَأْدُوهُمْمِیثَاقَ فِطْرَتِهِ، وَیُذَکِّرُوهُمْ مَنْسِیَّ نِعْمَتِهِ، وَیَحْتَجُّوا عَلَیْهِمْ بَالتَّبْلِیغِ، وَیُثِیرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ، وَیُرُوهُمْ آیَاتِ الْمَقْدِرَه ِ:
مِنْ سَقْفٍ فَوْقَهُمْ مَرْفُوعٍ، وَمِهَادٍ تَحْتَهُمْ مَوْضُوعٍ، وَمَعَایِشَ تُحْیِیهِمْ، وَآجَالٍ تُفْنِیهمْ، وَأَوْصَابٍتُهْرِمُهُمْ، وَأَحْدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَیْهِمْ، وَلَمْ یُخْلِ اللهُ سُبْحَانَهُ خَلْقَهُ مِنْ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ کِتَابٍ مُنْزَلٍ، أَوْ حُجَّه ٍ لاَزِمَه ٍ، أَوْ مَحَجَّه ٍقَائِمَه ٍ، رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّه ُ عَدَدِهِمْ، وَلاَ کَثْرَه ُ المُکَذِّبِینَ لَهُمْ: مِنْ سَابِقٍ سُمِّیَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ.
عَلَى ذْلِکَ نَسَلَتِالقُرُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الاَْباءُ، وَخَلَفَتِالاََْبْنَاءُ. [مبعث النبی صلى الله علیه وآله وسلم ] إِلَى أَنْ بَعَثَ اللهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً صلى الله علیه وآله لاِِِنْجَازِ عِدَتِهِوَتَمامِ نُبُوَّتِهِ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِیِّینَ مِیثَاقُهُ، مَشْهُورَه ً سِمَاتُهُ کَرِیماً مِیلادُهُ. وَأهْلُ الاََْرْضِ یَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَه ٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَه ٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَه ٌ، بَیْنَ مُشَبِّهٍ للهِِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِدٍفی اسْمِهِ، أَوْ مُشِیرٍ إِلَى غَیْرهِ، فَهَدَاهُمْ بهِ مِنَ الضَّلاَلَه ِ، وَأَنْقَذَهُمْ بمَکانِهِ مِنَ الجَهَالَه ِ.
ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لُِمحَمَّدٍصلىاللهعلیه لِقَاءَهُ، وَرَضِیَلَهُ مَا عِنْدَهُ، فَأَکْرَمَهُ عَنْ دَارِالدُّنْیَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَارَنَه ِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُإِلَیْهِ کَرِیماً، وَخَلَّفَ فِیکُمْ مَا خَلَّفَتِ الاََْنْبیَاءُ فی أُمَمِها، إذْ لَم یَتْرُکُوهُمْ هَمَلاً، بِغَیْر طَریقٍ واضِحٍ، ولاَعَلَمٍضچ قَائِمٍ. [القرآن والاَحکام الشرعیه ] کِتَابَ رَبِّکُمْ [فِیکُمْ:] مُبَیِّناً حَلاَلَهُ وَحَرامَهُ، وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ، وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ، وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ، وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ وَمُحْکَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ
مُفَسِّراً جُمَلَهُ، وَمُبَیِّناً غَوَامِضَهُ. بَیْنَ مَأْخُوذٍ مِیثَاقُ عِلْمِهِ، وَمُوَسَّعٍ عَلَى العِبَادِ فی جَهْلِهِ وَبَیْنَ مُثْبَتٍ فی الکِتابِ فَرْضُهُ، وَمَعْلُومٍ فی السُّنَّهِ نَسْخُهُ، وَوَاجبٍ فی السُّنَّه ِ أَخْذُهُ، وَمُرَخَّصٍ فی الکِتابِ تَرْکُهُ، وَبَیْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ، وَزَائِلٍ فی مُسْتَقْبَلِهِ، وَمُبَایَنٌ بَیْنَ مَحَارِمِهِ، مِنْ کَبیرٍ أَوْعَدَ عَلَیْهِ نِیرَانَهُ، أَوْ صَغِیرٍ أَرْصَدَ لَهُ
غُفْرَانَهُ، وَبَیْنَ مَقْبُولٍ فی أَدْنَاهُ، ومُوَسَّعٍ فی أَقْصَاهُ.
و[منها:] فی ذکر الحج
وَفَرَضَ عَلَیْکُمْ حَجَّ بَیْتِهِ الحَرَامِ، الَّذِی جَعَلَهُ قِبْلَه ً لِلاََْنَامِ، یَرِدُونَهُ وُرُودَ الاََنْعَامِ، وَیأْلَهُونَ إِلَیْهِوُلُوهَ الحَمَامِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَه ً لِتَوَاضُعِهمْ لِعَظَمَتِهِ، وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَیْهِ دَعْوَتَهُ، وَصَدَّقُوا کَلِمَتِهُ، وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِیَائِهِ، وَتَشَبَّهُوا بمَلاَئِکَتِهِ المُطِیفِینَ بِعَرْشِهِ، یُحْرِزُونَ الاَْرْبَاحَ فِی مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ، وَیَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ. جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ لِلاِِسْلامِ عَلَماً، وَلِلْعَائِذِینَ حَرَماً، فَرَضَ حَجَّهُ، وَأَوْجَبَ حَقَّهُ، وَکَتَبَ عَلَیْکُمْ وِفَادَتَهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: .
از سخنان امام(ع)در مورد آفرینش آسمان و زمین و آدم که در آن ذکر حج نیزآمده است.
«در این خطبه از ستایش خداوند،آفرینش جهان،فرشتگان،و گزینش انبیاء،بعثتپیامبر(ص) و از قرآن و احکام شرع سخن به میان آمده است».
هرگز کنه ذاتش درک نشود:
ستایش مخصوص خداوندى است که ستایشگران از مدحش عاجزند[1]و حسابگرانزبردست نعمتهایش را احصاء نتوانند کرد،و کوشش کنندگان هر چند خویش را خستهکنند حقش را ادا نتوانند نمود،هم او است که افکار بلند ژرف اندیش،کنه ذاتش رادرک نکنند[2].و غواصان دریاى علوم و دانشها،دستشان را از پى بردن به کمال هستیشکوتاه گردد،یعنى آنکس که براى صفاتش حدى نیست و اوصاف کمالش را توصیفنتوان کرد،و براى ذاتش وقتى معین،و سرآمدى مشخص نتوان تعیین نمود،مخلوقاترا با قدرتش آفرید،بادها را با رحمتش به حرکت آورد،و اضطراب و لرزش زمینرا به وسیله کوهها،آرامش بخشید.[3]و[4]
نخستشناسائى خدا
سرآغاز دین معرفت او است،[5]و کمال معرفتش تصدیق ذات او،و کمال تصدیقذاتش توحید و شهادت بر یگانگى او است،و کمال توحید و شهادت بر یگانگیش اخلاصاست،و کمال اخلاصش آن است که وى را از صفات ممکنات پیراسته دارند،چه اینکههر صفتى گواهى مىدهد که غیر از صفت موصوف است و هر موصوفى شهادت مىدهد کهغیر از صفت است، آنکس که خداى را(به صفات ممکنات)توصیف کند وى را به چیزىمقرون دانسته،و آن کس که وى را مقرون به چیزى قرار دهد،تعدد در ذات او قائل شده،و هر کس تعدد در ذات او قائل شود،اجزائى براى او تصور کرده،و هر کس اجزائى براىاو قائل شود وى را نشناخته است. و کسى که او را نشناسد،[6]به سوى او اشاره مىکند،و هر کس به سویش اشاره کند،برایش حدى تعیین کرده،و آن که او را محدود بداند،وى را به شمارش آورده،و آن کسکه بگوید خدا در کجا است؟وى را در ضمن چیزى تصور کرده،و هر کس بپرسد بر روىچه قرار دارد؟جائى را از او خالى دانسته،همواره بوده است و از چیزى به وجود نیامده،و وجودى است که سابقه عدم براى او نیست،با همه چیز هست اما نه اینکه قرین آن باشد،[7]و مغایر با همه چیز است، اما نه اینکه از آن بیگانه و جدا باشد،انجام دهنده است،اما نه به آن معنى که حرکات و ابزارى داشته باشد،بینا استحتى در آن زمانى که موجودقابل رؤیتى وجود نداشت،تنها است زیرا کسى وجود نداشته تا به او انس گیرد،و از فقدانشترسان و ناراحتشود.